عرض المقال
الإرهاب كان ضيفاً فأصبح صاحب بيت
2013-07-25 الخميس
مر الإرهاب بموجات متصاعدة بلغت الذروة هذه الأيام ولذلك فالنزول اليوم إلى الميادين فريضة لدحر هذا الإرهاب الشيطانى الأسود الذى كان فى السابق ضيفاً وتحول الآن بعد التمكين الإخوانى المدمر الذى قضى على الأخضر واليابس إلى صاحب بيت!، بدأ الإرهاب جماعة ضد سلطة، فاغتال الخازندار ثم النقراشى ثم أطلق الرصاص على عبدالناصر فى المنشية، ثم اغتال السادات الذى دللهم وأخرجهم من السجون وضرب بهم اليسار وكان مصيره جزاء سنمار!، الموجة الثانية انتقلت من السلطة إلى الأفكار وبعد أن كان الرصاص يصوب إلى المسئول السياسى بدأ يصوب إلى صدور ورقاب المفكرين، فتم اغتيال فرج فودة وذبح نجيب محفوظ واعترف المجرم فى الحالتين بأنه لم يقرأ لهذا أو ذاك وصاحب الاغتيال الجسدى اغتيالات معنوية كثيرة وبشعة لأصحاب الأفكار، أشهرها قضية نصر أبوزيد، ثم تطور الإرهاب الآن برعاية المرسى المنتظر الذى رسخه منهجاً وجعله أسلوب حياة وأخرج الإرهابيين من السجون بل واستورد لنا من الخارج، صار الإرهاب ضد الشعب نفسه، صار انتقاماً من المواطنين العزل وثأراً دفيناً ضد الناس فى الشوارع، أعلى موجات الإرهاب هى ما يحدث الآن على الهواء مباشرة، فى الثمانينات والتسعينات كان الإرهاب دموياً ولكن لم يكن هناك فيس بوك ينشر وتويتر يخطط وقناة جزيرة تحرض ومنصة رابعة تخطط وميدان نهضه ينفذ حدوداً ويقطع أطرافاً ويسحل ويحرق جثثاً!، لم تكن هناك دعوة لجيش حر وطلب احتلال من الغرب الذين كانوا بالأمس من الصليبيين الكفرة، لذلك نزولك اليوم لتقول كفى للإرهاب، كفى لأسلوب اللادولة، كفى طبطبة ومغازلة ونفاقاً لهذا التيار تارة تحت شعار المصالحة وتارة أخرى تحت شعار عدم الإقصاء والشيطنة!، ولإنعاش الذاكرة سنحاول أن نعالج ألزهايمر المسوقين المروجين لفكرة مصالحة الإخوان، فصيلنا الوطنى، ونقول لهم صالحناهم كثيراً ولم يعتبروا وردوا الجميل خيانة وغدراً وخسة وندالة، صالحهم المجتمع المصرى ومد يديه كثيراً ولم يجد إلا لغة الدم والنار، الملك فاروق تبرع لهم واحتضنهم والنقراشى كان يرسل معونة لطالب إخوانى قتله فيما بعد وهو أمام المصعد فى وزارة الداخلية، جاء عبدالناصر وحل جميع الأحزاب ومنع أنشطة من ينتمون إلى العصر البائد إلا الإخوان بل وعين بعضهم وزراء واستعان ضابط من تنظيمه ومن المقربين إليه بمستشار إخوانى أشار عليه بالشدة والعنف فى محاكمة خميس والبقرى تحت شعار الشرعية الثورية فتم إعدامهما بمباركة إخوانية، هذا المستشار كان اسمه سيد قطب منظر التكفير فيما بعد!، صالحهم السادات وأخرجهم من المعتقلات إلى العلن وضرب بهم اليسار، فاغتالوه فى يوم عيده وفرحه وعلى منصته ووسط أبنائه، أما مبارك فقد استخدم أسلوب «سيب وأنا أسيب»، وصالحنى بطناش وأمان أصالحك بثمانية وثمانين كرسى برلمان، وأحياناً أقرص ودنك بدون مس المرشد وأحياناً أترك لك الحبل على الغارب لكى تكسب المليارات تحت إشرافى وبمباركتى!!، إذن من الذى قال إننا لم نجرب المصالحة من قبل؟، جربناها وكل مرة الوطن يأخذ خازوقاً، جربناها وكل مرة الشعب يُضرب على قفاه، ولكن البعض أصيب بعمى البصر والبصيرة وانعدام الإحساس ولا يعرفون الخازوق إلا إذا اخترقهم شخصياً ولا يحسون بالقفا إلا إذا ذاقوه مرسوماً بالكف والخمس أصابع، ولن يحكم تصرفاتنا هؤلاء الذين أصيبوا بالجذام السياسى.